ندوة أطرها الدكتور- الأخصائي النفساني عبد الكريم أكروح

نظم " نادي حقوق الإنسان" بالثانوية التأهيلية  "أبي يعقوب البادسي" بالحسيمة "  بتعاون مع "  جمعية شموع الأمل للإصغاء و الدعم النفسي و التربوي بإمزورن "  ندوة  أطرها الدكتور- الأخصائي النفساني عبد الكريم أكروح، الذي قدم عرض حول   " شخصية المراهق المتمدرس "   وذلك  يوم السبت 04 مارس 2017  بقاعة  الأنشطة الثقافية بنفس الثانوية، إنطلاقا من الساعة الثالثة مساء.
        وقد بدأت أشغال الندوة بكلمة التلميذ عمر صابر أحد أعضاء المكتب المسير للنادي، رحب فيها بالحضور وبالدكتور  وقدم فيها صورة حول تجربته العلمية والمهنية، قبل أن يمنح له الكلمة لتقديم مداخلته.
       تمحورت مداخلة الدكتور- الأخصائي النفساني حول شخصية المراهق وتضمنت تعريفا بالمراهقة كمرحلة من مراحل نمو الإنسان مستعينا بثلاث صور تشير إلى مراحل نمو الشجرة،  ليوضح أن المراهقة هي عملية نمو ونضج وتغير وليست مرحلة محددة وثابتة.
       تناول العرض تحديد زمني لمرحلة المراهقة مع الإشارة إلى وجود اختلافات بين الدارسين حول الموضوع، باختلاف المجتمعات والفروق الفردية،   غير أن غالبية الباحثين يتفقون على أن فترة المراهقة تمتد من سن 12 إلى سن 21 سنة  ويميزون بين 3 أنواع للمراهقة ؛ مراهقة مبكرة (12←16سنة) و مراهقة متوسطة (16←18سنة) ومراهقة متأخرة(18←21سنة).
          تطرقت المداخلة كذلك لمستويات النمو والتغييرات الأساسية لشخصية المراهق(تغيرات جسمية،تغيرات عقلية، تغيرات نفسية) ومظاهر الصراعات التي يعيشها خلال فترة المراهقة(طرح أسئلة مثل من أنا؟ ماذا أريد؟كيف أحقق ذاتي؟ لا أحد يفهمني ويفهم مشاكلي... +صراع نفسي اجتماعي...) كما تناول المحاضر أنواع شخصية المراهق (المراهقة السوية، المراهقة المنحرفة، المراهقة العدوانية المتمردة،المراهقة الانسحابية الانطوائية).كما أشارت مداخلته إلى احتياجات المراهق اعتمادا على هرم ماسلو(الحاجات الفسيولوجية، الحاجة إلى الأمن، الحاجة إلى الحب والانتماء، الحاجة إلى التقدير، الحاجة إلى تحقيق الذات).  وتناولت بعض أسباب ضعف الثقة في النفس لدى المراهقين (المناخ الأسري، النقد الحاد والدائم،حلم الأبوين،الضعف الدراسي، المرور بتجربة فاشلة، الاعتداء، التغيرات الفسيولوجية..) وخلصت المداخلة إلي التأكيد على أهمية دعم الثقة لدى شخصية المراهق من قبل الأسرة عبر المزيد من: الإهتمام، الحب، التشجيع، الحوار، المدح....وفِي سياق محاور المداخلة كما في نهايتها تفاعل كل من التلميذات والتلاميذ مع الدكتور من خلال تساؤلات وآراء وإجابات عن أسئلة كان يطرحها  عليهم بشكل متوازي مع مراحل تقديمه للعرض(مع بداية أو نهاية كل محور من محاور العرض). وقد ختم عرضه بفقرة تضمنت أنشطة للاسترخاء البدني والنفسي.
          ساهم التلاميذ و الأطر الإدارية والتربوية بشكل وازن في إنجاح  هذا النشاط الإشعاعي والتربوي بتدخلات ومواقف وتساؤلات مهمة تفاعلا مع مداخلة الدكتور والتي كانت تصب في مجملها في اتجاه دعم المراهقين/ات على اكتساب الثقة في النفس  وتشخص أسباب فقدان هذه الثقة لديهم، وتشير إلى التحديات التي تواجه  المراهق داخل فضاء المؤسسة....كما دفعت الدكتور إلى تقديم المزيد من التوضيحات في الموضوع والإشارة إلى الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه  تشكيل لجنة للإصغاء أو الاستماع داخل المؤسسة، وبعد استفسار أحد التلاميذ حول منهجية تشكيل هذه الجنة وعن مكوناتها، والى أي حد يمكن أن تساعد على دعم التلاميذ في غياب متخصصين في الدعم النفسي داخل المؤسسة،  أعرب الدكتور  عن رغبته واستعداده التطوع للإشتغال كعضو فيها.